التجاذبات السياسية في تونس إلى أين؟؟؟
يوجد اجماع في صفوف التونسيين بأن ما يحدث من صراعات سياسية وتجاذبات حزبية ليس من مصلحة تونس في هذه الفترة الحساسة التي تحتاج الى ما يوحد وليس الى ما يفرق. وأبدى جانب كبير من المواطنين تذمرهم من الصراعات سواء تلك المعلنة أو الخفية والتي تتجاوز في بعض الأحيان حدود المعقول وتتخطى كل الخطوط الحمراء. فالسيد رياض بن صالح اعتبر أن ما يحدث في تونس من صراع بين النخبة السياسية أمر زاد عن حده ويصل بهم الأمر في بعض الأحيان الى الاعتماد على طرق غير محمودة مثل السب والشتم والحملات الممنهجة قصد اقصاء طرف للأخر . وتابع محدثنا: «الوضع السياسي في البلاد متعفن وبحاجة الى تطهيره من هؤلاء الذين بلا قيم ولا أخلاق». بينما أشار السيد عبد المجيد الى أنه يشعر بالاستياء لأن الطبقة السياسية والأحزاب باتت تغلب مصالحها الضيقة وتتغافل عن المصلحة العليا. وأكد عبد المجيد على ضرورة أن تكون الوحدة الوطنية ليس مجرد شعار بل يتم تطبيقه على مستوى الواقع وتفادي الصراعات التي تزيد الوضع سوءا والمشهد إرباكا. بينما اعتبر عماد دبيرة بأن الصراعات السياسية عمقت من الأزمة وضاعفت من حجم التحديات وأن تونس ليس بمقدورها تحمل مزيد من الأزمات. وقال عماد : «على السياسيين مراعاة مصلحة البلاد وأن يلتفتوا الى معالجة المشاكل الحقيقية والقضايا الحارقة من بطالة وفقر وغلاء المعيشة وإرهاب عوض الاهتمام بصراعات جانبية ومسائل هامشية». كما اعتبر محدثنا بأن الشعب وحده الذي سيدفع الفاتورة باهظا بسبب تصرفات صبيانية لبعض السياسيين لا تجدي نفعا. من جهته انتقد أحمد الهنشيري الصراعات السياسية التي زادت عن حدها في المدة الأخيرة وفاتت المتوقع والمعقول وأكد محدثنا: «الصراعات السياسية ليست بريئة ويقف وراءها بعض رجال الأعمال لهم أجندات يريدون فرضها على التونسيين وأتوقع أن تنتهي بعد أن يعود الرشد للطبقة السياسية وتغلب المصلحة العليا». ولكن رغم الشعور بالاستياء في صفوف التونسيين بسبب الصراعات السياسية هناك من يرى فيها أمرا عاديا ومؤشرا لسلامة المسار الديمقراطي والمهم أن لا تتحول الى اتهامات وتبادلا للعنف والشتم.