قرقنة ... تقليد نضالي عريق و متجدّد
بعيدا عن أبواق التحريض و المغالطة و تزييف الواقع ، هي قرقنة أكتبها بإجلال ، نعم هي قرقنة ، محطّة نضاليّة على الدّوام ... اليوم أسدل الستار عن غمّة أرّقتنا و حبست حتّى المطر ، و بانفراج الأزمة إرتوت أرض الجزيرة بالغيث النّافع و الحمد لله ، اليوم أمضى السيد يوسف الشّاهد نفسه عن وثيقة الإتفاق المبرم لحلّ كلّ المشاكل العالقة و خرج الجميع راض عمّ توصّلوا إليه بعد تفاوض دام من مساء أمس الخميس 23/ 9/ 2016، في الولاية ثمّ إنتهى التفاوض في قرقنة قرابة الثالثة و نصف فجر اليوم الجمعة 24/ 9 / 2016 . هي بشرى أثلجت الصّدور ، وبهذا الإمضاء المحمود والذي يعد رسميا و لا رجعة فيه ، بهذا الإمضاء ،أستطيع القول بأنّ الحكومة تفتح صفحة جديدة مع أبناء الجزيرة ، وخلافا لما يريد بعض المأجّجين تثبيته،في أن هذه الإتفاقية تقلل من هيبة الدّولة ، أرد و أقول بل في ذلك أكبر تعزيز لهيبة الدولة ، فالدولة هيبتها في احترام قراراتها وفي ضمانها حق المواطن ، و في الوصول إلى حلول ترضي الجميع بالتفاوض وليس بالعصا والضرب و إهانة المواطن ، هناك من يقول وبخبث ، كيف لدولة أن تتفاوض مع أشخاص ، أرد أولا هم ليسوا مجرد أشخاص، فالدولة تفاوضت مع منظمة مؤطرة و معترف بها و هو إتحاد أصحاب الشهائد المعَطّلين عن العمل ، المعطَّلين بفتح الطّاء و ليس بكسرها، هم مثقفون جامعيّون وأعوان و مسؤولون ، بدؤوا نضالهم بكل مسؤولية ووعي و بطريقة سلمية ، رغم التشويه وتزييف الحقيقة ، ولكن لا يفوتني و بكل موضوعية أن أنوه بكل الذين ساندوا قضيتنا بدءا بالإتحاد العام التونسي للشغل، ولولا جهود هذه المنظّمة العتيدة ماكنّا لنتوصّل إلى هذه النتيجة المشرفة ،وكذلك حزب الجبهة الشعبية الذي ساندنا و ذلك متضمن حتى في بياناته ،لا بل شرفتنا مواقفهم و كلماتهم النافذة المستميتة في الدفاع عن الجزيرة ، وأشكر السيدة كلثوم كنو،والإعلامية الجديرة فعلا بوسام شرف القرقنية مبروكةخذير ، و "منظمة مساواة" و "إذاعة هاشتاق أف أم" التي ساندتنا منذ البداية وكل الشرفاء الأحرار الذين تراصّوا كالبنيان لنصرة الجميع ، ولن أسقط في نفس مستنقع المستوى المتدني في السب و التلحيس و الكذب وووو ، أقول لبعضهم وخاصة بعض الإعلاميين وبعض الوجوه المأجورة ،سأقول لهم ربّي يشفيكم و قرقنة فوق أنوفكم ورغم أنوفكم. أمّا عمّن حاولوا الركوب على الحدث و سرقة نضالنا و محاولة نسب التحرك إليهم ، أقول من أنتم و أين كنتم ، لأن الذين ساندونا ذكرتهم و أبرزهم الإتحاد العام التونسي للشغل و الجبهة الشعبية و أقول ساندونا و لست أقول حرّضونا أو قادوا تحرّكنا ، فالتحرّك و الإعتصام قمنا به وحدنا ، أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل و أبناء المنظومة التي ارتهنتنا طيلة خمس سنوات ، وهنا أوضح ،نحن مجموعة مخضرمة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، كنا مجموعة مخلطة مجلطة أذبنا كل اختلافاتنا الفكرية و الإيديولوجية و الحزبية و انصهرنا لأجل الصالح العام و لأجل مستقبلنا المهني، نحن نشكل عينة من تونس المتلونة و التي تستطيع إتيان البدع لو اتحدت مثلنا لأجل الصالح العام ، فنحن قراقنة ،إينعم قراقنة و نفتخر جدا ،لكنّنا بالأساس و بالأوكد و الأكيد توانسة و توانسة أحرااااااااااااار .