نادي ماذا تقرأ اليوم يحتفي بالكاتب بلال المسعدي
نظّم نادي ماذا تقرأ اليوم بصفاقس لقاء ثقافيا شعريا أدبيا مع الشاعر و الناشر الشابّ بلال المسعودي بالمركز الثقافي الجامعي يوم السبت 4 نوفمبر 2017 و قد تمّ افتتاح هذا اللقاء الودّي الشبابي بقصيدة شوق التي يتضمنها الديوان المقبل و الذي لم يقع نشره إلى الآن و من ثمّها تخلّل اللقاء حوار تفاعلي حول مسيرة الناشر و صعوبات النشر و ارتفاع سعر الكتاب الثقافي و غلاء الورق و تحدّي دار ميّارة للنشر و التوزيع و فتحها للخانات المغلقة كالشعر و كتب الاقتصاد الإسلامي ... و تطرّقوا إلى أسباب عزوف الشباب على النشر و عقليّة المؤلف و الناشر و القارئ و متطلبات السوق الثقافية و بعض المشاكل التي تعترض دور النشر من سرقات لكتبها ... ومن ثمّها عودة إلى رحاب الشعر و زخم الأحاسيس المرهفة التي تركت أثرا في نفوس الحاضرين و انغماسهم مع كلمات و إلقاء الشاعر المتميّز لقصائده نرسيس و زوربا و جنون .. و ربّما من الجنون محاولة فهم استعارات و كنايات و عمق الدلالات في القصائد لأنّها كما وصفها البعض هي سفر في فردوس القصيدة و مراوحة بين التاريخ و ذاكرة الوطن و المنفى و الأساطير و الخرافة و العشق و الصداقة و الصدق في التعبير عن مكنونات النفس البشرية و صراعها مع نفسها في زمنها و الزمن الآخر و علاقتها بالغير ..هناك من وصفه متأثرا بأبو القاسم و البعض الآخر بدرويش و نزار و غيرهم من الشعراء الكبار و لكنّ كانت قصائده أعسر من قصائد الأولين تستحقّ أكثر من قراءة و رؤية و تحليل خاصّة و أنّه في كلّ قصيدة يخلق العالم من جديد و بفصاحة لسانه و بلاغة لغته و كلماته استطاع أن يسرق الموجودين من الواقع إلى عالمه ربّما مثل هذه اللقاءات و كما عبّر البعض هي التي يحتاجها هذا المجتمع و الوطن لتسكن آلامه قليلا و تشجيعا لمبدعيه و تحفيزا لشاعرية المرهفين و تطويرا للذات البشرية و كتابة التاريخ من زوايا جديدة فقد صرنا عن الثقافة والفنون والآداب مبتعدين . مثل هذه النوادي المشجعة على القراءة و استنطاق المواهب تستحقّ التشجيع و لازال الكثير أمام هؤلاء الشبان كي يقوموا به من استضافة كتاب آخرين و ضيوف جدد و لقاءات أدبية شعرية حتّى لا تنضب الساحة الثقافية و كي لا يبتلع الضغط النفسي و عصر السرعة و الجنون آخر محاولات المبدعين في إنقاذ النفس البشرية خصوصا أنّ الكتابة هي متنفس لكاتبها و متعة لقارئها و رحلة لسامعها . و في آخر اللقاء تمّ تكريم الشاعر و الناشر بلال المسعودي بتقديم شهادة تقدير و هدية معتبرة .
متابعة: اسماء الحشيشة